نص الاستشارة:
اكتشفت أن زوجي يخونني مع الخادمة.. فوقع ذلك على قلبي مثل الصاعقة وكان يستغل أوقات غيابي عن البيت للعمل.. وتبين لي من خلال المتابعة مع الخادمة أن هذا هو سلوكه مع جميع خادماتي اللاتي دخلن البيت للعمل! وأنا حائرة بين مصلحة أبنائي وبين كرامتي المهدرة... ولم أستطع البوح بالأمر لأحد من أهله خوفًا من الفضيحة فقلبي يتقطع كمدًا لهذا الواقع.. فبماذا تنصحونني؟!
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة، بارك الله فيك، وهدانا وإياك سواء السبيل...
إن الممارسات التي يقوم بها زوجك ممارسات في ذروة السوء وسوء الأدب مع الله أولًا، ثم معك ثانيًا.. وهذه المشكلة– بهذا الحجم- لا يمكن تجاهلها، وإنما الواجب عليك هو البحث عن الحلول الملائمة وهي كثيرة إن شاء الله.
- وقبل أن أقترح عليك بعض الحلول لا يفوتني أن أذكرك أن الجانب الأكبر من المشكلة أنت السبب فيه..!
إذ أنت من تحضر الخادمات لبيتها.. ثم تذر الواحدة منهن في خلوة مع زوجها.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما». السلسلة الصحيحة (1/ 717).
ثم يتكرر الأمر ولا تبحثين عن حل، وهذا- بلا شك- يؤصل المشكلة لدى زوجك، بل ويجعله يستمرئها، ويجعل منها ديدنا يسير عليه بقية حياته.. وأنت تعلمين أنك شاركت في إيقاع زوجك في هذه المعاصي.. والمعاصي تزيل النعم..
- بقي أن نضع بين يديك بعض المقترحات النافعة بحول الله في حل هذا المشكل:
1- عليك بتقوى الله عز وجل والصبر مع كثرة الدعاء بأن يهدي الله قلب زوجك، ويلهمه رشده، ويغنيه بالحلال عن الحرام.
2- عليك بالاستغناء عن الخادمات، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فاصطحبي الخادمة والطفل معك إلى العمل، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فاتركي الخادمة مع أهلك، أو في منزل إحدى قريباتك.. المهم لا تتركي الخادمة في المنزل بمفردها، فأنت إن فعلت ذلك خنت الأمانة، فالخادمة أمانة تجب المحافظة عليها، وربما كان زوجك يغريهن بالمال أو بالضغط عليهن بالطرد من العمل ونحو ذلك من الأساليب الساقطة.
3- اهتمي بمظهرك داخل بيتك، فكثير من السيدات يسلمن أنفسهن لطاحونة العمل مما يدفعهن لإهمال أنفسهن- إلا إذا أردن الخروج إلى حفل ونحو ذلك- وهذا بلا شك قد يلعب دورًا هامًّا في زهد الرجل في زوجته فافهمي ذلك.
4- عليك بتوجيه زوجك وتذكيره بأيام الله، وحاولي أن تشاركيه سماع بعض الأشرطة الوعظية.. ليكن لك درس من القرآن في البيت؛ فإن كثيرًا من البيوت تعبث بها الشياطين لخلوها من ذكر الله!
5- عند الضرورة القصوى، ولزوم إحضار خادمة حاولي أن يكون معها زوجها، وأن تكون متقدمة في السن.
6- تذكري دائمًا أن السلامة لا يعدلها شيء، والمحافظة على أركان البيت أولى من طلب دريهمات تأتي لتذهب في أمور لا طائل تحتها...
وأنت سيدة متعلمة وتتصور منك القدرة على الموازين بين المصالح والمفاسد.
7- لم تشيري إلى مستوى زوجك التعليمي والخلقي، وكل ذلك مهم لتصور الأمر على حقيقته.
8- بقي دواء الصبِّر وأعلم أنه لن يكون مقبولًا عندك، ولكنه في حالات كثيرة يكون هو الأنجع... وهو أن تشيري على زوجك بالزواج بثانية إذا كنت ترين أن رغباته الجنسية جامحة وربما أوقعته في الحرام..
فلأن تصبري على الحلال خير لك من تجرع غصص الحرام...!
- فافهمي ذلك وتدبريه بعقلك.
والله يحفظك ويرعاك.. ونشكرك على التواصل مع الموقع.
الكاتب: محمد محمود الأمين.
المصدر: موقع رسالة المرأة.